18‏/04‏/2010

لماذا زاره أوباما .. مسجد السلطان حسن





القاهرة : محمد مندور




زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، قبل إلقاء خطابه للعالم الإسلامي من القاهرة ، مسجد ومدرسة السلطان حسن الواقعة قرب قلعة صلاح الدين الأيوبي . ويعد هذا المسجد نموذج معماري رائع يطلق عليه علماء الهندسة المعمارية والآثار درة تاج المعمار الإسلامي، وتشير وظيفة هذا المبنى الفخم ،الذي يضم مدرسة ومسجد وحجرات مبيت للطلبة ومطابخ ودورات مياه وضريح للدفن، إلى كونه المثال الأكبر لتدريس المذاهب الإسلامية الأربعة عند أهل السنة . حيث كان الطلاب الملتحقون بالمدرسة يتلقون دراسة المذاهب الأربعة في نفس المكان ثم يتخصصون فيما بعد في أحد تلك المذاهب.



ويعتبر علماء الآثار والحضارة الإسلامية مدرسة السلطان حسن أكبر نموذج مبنى ديني خصص لتدريس المذاهب الأربعة مجتمعة(الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي)،لأكبر عدد من الطلبة . فكما يقولون عن هذا المبنى أنه أكثر آثار القاهرة تناسقا وانسجاما، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكيّة، فهو يمثل بحق نضوج المذاهب الإسلامية في العصر المملوكي .











يعود إنشاء هذا المجمع الإسلامي ،المسجد والمدرسة و الضريح، إلى القرن الرابع عشر الميلادي. وقد أمر ببنائه السلطان حسن بن محمد بن قلاوون أحد سلاطين دولة المماليك البحرية .بدأ البناء في سنة 1356 ميلادية واكتمل بعدها بسبع سنوات في 1363. ورغم تشييد ضريح لدفن السلطان حسن فيه داخل المسجد إلا أن السلطان قتل قبل انتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصا بل دفن فيه ولداه فيما بعد.



تولى السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون الحكم سنة 748 هجرية / 1347م بعد أخيه الملك المظفر حاجى وعمره ثلاث عشرة سنة ، ولم يكن له في أمر الملك شيئا لصغر سنه بل كان الأمر بيد أمرائه وما لبث أن بلغ رشده فصفت له الدنيا واستبد بالملك إلى أن اعتقل سنة 752 هجرية / 1351م وظل في معتقله مشتغلا بالعلم حتى أعيد إلى السلطنة مرة أخرى في سنة 755 هجرية = 1354م وظل متربعا في دست الحكم إلى أن قتل سنة 762 هجرية = 1361م.



يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته الحجرية والخشبية العجيبة.



وبراعة صناعة الرخام ممثلة في أجزاء من الضريح وإيوان القبلة المخصص للصلاة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر ودكة المبلغ و مداخل المدارس الأربعة المطلة على الفناء الأوسط ومزررات أعتاب أبوابها . كما نشاهد دقة صناعة النجارة العربية والتحف الخشبية وتطعيمها مجسمة في كرسي المصحف الموجود بالقبة.



أما باب المسجد الخشبي المغلف بصفائح النحاس المركب الآن على باب جامع المؤيد شيخ بشارع المعز فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المزخرف على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة.وقد نقل هذا الباب من مدرسة السلطان حسن إلى مسجد المؤيد شيخ . وما يقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر.







وهناك على أحد مدخلي القبة بقى باب مصفح بالنحاس كفتت حشواته بالذهب والفضة على أشكال وهيئات زخرفية جميلة جديرة بإقناعنا بعظيم ما يحويه هذا المسجد من روائع الفن وما أنفق في سبيله من أموال طائلة.



وقد ازدحمت روائع الفن في هذا المسجد فاشتملت على كل ما فيه لا فرق في ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية وقد احتفظت دار الآثار العربية بالقاهرة بالكثير من هذه التحف النادرة وهى تعتبر من أدق وأجمل ما صنع في هذا العصر.



تشرف على الصحن أربعة إيوانات متقابلة ومعقودة أكبرها وأهمها إيوان القبلة تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة الإسلامية كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد المرحوم الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون في شهور سنة 764 هجرية ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طبقات بارتفاع المسجد.



ويتوسط صحن المسجد قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية كتب بدائرها آيات قرآنية في نهايتها تاريخ إنشائها 766 هجرية وتحيط بدائر إيوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها المحراب وعلى يمينه المنبر الرخامي الذي يعد من المنابر الرخامية القليلة التي نشاهدها في بعض المساجد، ويعلو الوزرة الرخامية طراز من الجص محفور به سورة الفتح بالخط الكوفي المزخرف بلغ الذروة في الجمال والإتقان.



وتقوم القبة خلف جدار المحراب - بعد أن كانت تشغل أحد الأركان في المساجد الأخرى وهذا الوضع ظهر في هذا المسجد لأول مرة.



ويتوصل إليها من بابين على يمين ويسار المحراب بقى الأيمن منها بمصراعيه النحاسيين المكفتين بالذهب والفضة بينما فقد مصراعها الأيسر.











وتبلغ مساحة القبة 21 في 21 مترا وارتفاعها 48 مترا، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر حيث حلت محل القبة القديمة، وبأركانها مقرنصات ضخمة من الخشب نقش أحدهما ليمثل ما كانت عليه باقي الأركان، وتكسو جدران القبة بارتفاع ثمانية أمتار وزرة رخامية يعلوها طراز خشبي كبير مكتوب في نهايته تاريخ الفراغ من بناء القبة القديمة سنة 764 هجرية.



ولهذا المسجد واجهتان هامتان أولاهما الواجهة الرئيسية وطولها 150 مترا تحليها صفوف مستطيلة تنتهي بمقرنصات ومفتوح فيها شبابيك لمساكن الطلبة وتنتهي من أعلى كما تنتهي الواجهة الشرقية والمدخل بصف ضخم من زخارف المقرنصات المتعددة والذي يبلغ بروزة حوالي 1.50 متر وكان يعلوه شرفات مورقة أزيلت عن الواجهة العمومية والمدخل في السنين الأخيرة للتخفيف عنه.



أما المدخل الرئيسي يمتاز بالضخامة و يبلغ ارتفاعه 38 متراً وتزينه زخارف متنوعة محفورة في الحجر أو ملبسة بالرخام .



أما الواجهة الثانية للمدرسة تطل على ميدان صلاح الدين والباب الخلفي للقلعة وتتوسطها القبة تقوم على يمينها مئذنة كبيرة يبلغ ارتفاعها 84 مترا تقريبا وعلى يسارها مئذنة صغيرة أقل من الأولى ارتفاعا. ويرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 1070 هجرية .



24‏/03‏/2010

أكافح ..!!


قصيدة
للشيخ : محمد زكي الدين إبراهيم - رحمه الله





أُكَافِحُ مَنْ يَغلُو يَمِينًا وَيَسْرَةً
وَأَدْعُو إِلَى عَدْلٍ مِنَ الأمْرِ مُنْصِفِ

وَأَغْسِلُ مَا عَابَ التَّصَوُّفَ مِنْ هَوًى
وَمَا شَابَهُ مِنْ رِيبَةٍ أَوْ تَخَلُّفِ

وَأَحْطِمُ أَوْثَانًا وَأَجْتَثُّ مُنْكَرًا
وَمَا دُسَّ مِنْ فِعْلٍ وَفِكْرٍمُحَرَّفِ

فَعَادَيْتُ أَعْدَاءَ التَّصَوُّفِ صَادِقًا
وَخَاصَمْتُ عمْرِي أَدْعِيَاءَ التَّصَوُّفِ

وَصُغتُ دَلِيلِي مِنْ كِتَابٍ وَسنةٍ
سَوِيًّا فَلَمْ أَجْهَلْ وَلَمْ أَتَحَيَّفِ  

فَأَغْضَبْتُ هَذَا ثُمَّ هَذَا وَلَمْ أَزَلْ
وَلَيْسَ رِضا هَذَا وَهَذَا مُشَرِّفِي 

إِذَا رَضِيَ الْمَوْلَى عَلَيَّ فَقَدْ كَفَى
وَلَسْتُ أُبَالِي فِي رِضاهُ بِمُرْجِفِ       




16‏/03‏/2010

وأنا اللهيب .. وقادتي المطر !!



بالأمس كانت " غزة "

واليوم نخشى على  " القدس "  .. !!

فماذا ننتظر ,, غدا .. ؟؟




 


يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذرُ

مالي يدٌ في ما جرى فالأمر ما أمروا

وأنا ضعيف ليس لي أثر

عار عليّ السمع والبصر

وأنا بسيف الحرف أنتحر
 

وأنا اللهيب وقادتي المطر

فمتى سأستعر؟





 
لو أن أرباب الحمى حجرُ

لحملت فأسا فوقها القدرُ

هوجاء لا تبقي ولا تذر؛

لكنما أصنامنا بشرُ

الغدر منهم خائف حذر

والمكر يشكو الضعف إن مكروا؛

فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر

والسلم مختصر

ساق على ساق، وأقداح يعرش فوقها الخدر

وموائد من حولها بقر

ويكون مؤتمر ! ؛

هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذر

عاش اللهيب ويسقط المطر






 

14‏/03‏/2010

من روائع فارس العرب " عنترة "




 
إذا قنع الفتى بذميم عيشٍ *** وكان وراء سجفٍ كالبناتِ
ولم يَهجُم على أسد المنايا *** ولم يطعن صدور الصافناتِ
ولم يقر الضيوف إذا أتوه *** ولم يك صابراً في النائبات
ولم يبلغ بضرب الهام مجداً *** ولم يروِ السيوف من الكماة
فقل للناعيات إذا نعته *** ألا فاقصرن ندب النادباتِ
ولا تبكين إلاّ ليث غابٍ *** شجاعا في الحروب الثائرات
دعوني في الحروب أَمُت عزيزاً *** فموت العز خير من حياتي
لعمري ما الفخار بكسب مالٍ *** ولا يدعى الغني من السُراةِ
ستذكرني المعامع كل وقتٍ *** على طول الحياة إلى المماتِ
فذاك الأجر يبقى ليس يفنى *** وعند الله أغلى المكرمات
وإني اليوم درع المسلمات *** وارخص في سبيل الحق ذاتي
وآخذ حقنا منهم بحربٍ *** بحد السيف نمضي للطغاة





فإني على جنب الغظا أتقلــــــب





ومنذ أن فتح "علال الفاسي" عينيه في الدنيا، وجد نفسه في مجتمع يعبث به الاستعمار ، وينعم بخيراته ، ويستنزف دماء أبنائه ويستعبدهم ، فأدرك خطورة الوضع ومرارة الواقع ، فأعد نفسه وجندها لخوض المعركة وأداء الرسالة ، وكانت صرخته الأولى هي تلك القصيدة التي بث فيها لوعته وتحسره على أمته المنكودة ، وأمله في تحريرها من سلطة الاستعمار، واستعداده لإنقاذها بما يملك من نظر بعيد ، ونفس لا تقبل الضيم ولا ترضى الظلم . يقول في مطلع هذه القصيدة وهو حينئذ ابن سبع عشرة سنة :

 أبعد بلوغ الخمس عــشرة ألعب وألـــــهو بلذات الحيـــاة وأطــرب
ولي نظر عال ونفـــــــــــس أبية مقاماً على هام المجـــرة تطلب
وعندي آمال أريـــد بلوغهـــــــــا تذوب إذا داعبت دهـري وتذهب
ولي أمة منـــكودة الحـظ لم تجد سبيلا إلى العــيش الذي تتطلب
قضيت عليها زهو عمري تحسراً فما ساغ لي طعم ولا لذ مشرب
ولا راق لي نومٌ وإن نمت ساعة فإني على جنب الغظا أتقلــــــب




 

وإلى جانب تحسره على أمته المنكودة المنكوبة ، فهو يتألم ويتضجر من أصحاب النفوس الصغيرة الذين يشغلهم متاع الدنيا عن أن يفكروا لتخليص البلاد من حكم المستعمر، ويجاهدوا في سبيل ذلك . ومن ثم فهو يتوجه إلى الشباب مثله ويعقد آماله عليهم في تحرير البلاد والعقول وردها إلى قوتها ومجدها . يقول في القصيدة نفسها :

وما ساءني في القوم إلا عقولهم     وظنهم أن المعالي تذهب 
وكنت أرى تحت العمائم حاجة       فما هي إلا أن يروم المرتب
بـلـوت بـني أمـي سـنيـن عـديــدة       فـألفـيت أن النـشء للخـير أقـرب
 

11‏/03‏/2010

الصلاة .. تجمع المثل العليا


* قلت ذات مرة مداعبا للسامعين في إحدى المحاضرات - وكانته خطوة موفقه كل التوفيق والحمد لله - :
إن هذه الصلاة الإسلاميه التي نؤديها في اليوم خمس مرات , ليست إلا تدريبا يوميا على
" نظام اجتماعي علمي فيه محاسن النظام الشيوعي بمحاسن النظام الديمقراطي بمحاسن النظام الدكتاتوري "
فعجبوا وقالوا : كيف كان ذلك ؟ فقت :



( إن أفضل ما في النظام الشيوعي من حسنات هو دعم معنى المساواة والقضاء على الفوارق والطبقات , ومحاربة الاعتزاز بالملكية التي ينتج عنها هذا التفاوت .. وهذه المعاني كلها يستحضرها المسلم , ويشعربها  تماما , وتتركز في نفسه
اذا دخل المسجد , لأنه يشعر لأول دخوله أن هذا المسجد لله , لا لأحد من خلقه
فاذا صاح المؤذن : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ..
استوى هذا الجمع خلف إمامه كالبنيان المرصوص , فلا يركع أحد حتى يركع الامام , ولا يأتي بحركه أو سكون
إلا تابعا له ومقتديا به ومقلدا إياه , وهذا هو أفضل ما في النظام الدكتاتوري : ( الوحدة والنظام في الإراده والمظهر على السواء )

ولكن هذا الإمام مقيد - هو نفسه - بتعاليم الصلاة ودستورها .. !! , فاذا انحرف أو أخطا في شئ , كان للصبي الصغير
والرجل والكبير والمرأه - كان لكل واحد منهم - الحق كل الحق أن ينبهه إلى خطأه , وأن يرده إلى الصواب في أثناء الصلاة ,
وكان على الإمام كائنا من كان , أن ينزل على هذا الإرشاد , ويعدل خطأه , وليس في الديمقراطيه أروع من هذه الحسنات ..

فما بقي بعد ذلك لهذه النظم من فضل على الاسلام  , وقد جمع محاسنها جميعا واتقى بهذا المزج البديع كل ما فيها من سيئات )





* من أنفاس أحد العلماء العاملين في القرن الماضي .


03‏/03‏/2010

الآن فهمت القضية الفلسطينيه .. أوقفوا السلاح عن إسرائيل !!

هذا موقف تاريخي للملك فيصل آل سعود
مع " ديغول " رئيس فرنسا السابق ( كما في الصورة التالية )




وسأجعل هنا التاريخ يتحدث عن الملك فيصل من خلال شهادة مباشرة للأستاذ الدواليبي (راجع مذكراته)
الذي سجل هذا الموقف التاريخي من الملك فيصل مع الرئيس الفرنسي السابق وزعيم باريس التاريخي الجنرال ديغول.

مُذكراً هنا بأن هذا الحوار في باريس لم يصدر من مثقف أو كاتب أو حتى مسؤول دبلوماسي إنما صدر من الملك فيصل وهو في رأس الحكم.

قال ديجول : يتحدث النّاس أنكّم يا جلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر، وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً، ولا يقبل أحدٌ في العالم رفع هذا الأمر الواقع.


"في القدس مع الحاج أمين الحسيني عام 65"



أجاب الملك فيصل : يا فخامة الرئيس ، أنا أستغرب كلامك هذا ، إن هتلر احتل باريس ، وأصبح احتلاله أمراً واقعاً ، وكل فرنسا استسلمت إلاّ ( أنت ) انسحبت مع الجيش الانجليزي ، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه؛ فلا أنت رضخت للأمر الواقع ، ولا شعبك رضخ ؛ فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع ، والويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي !! وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً.

ثم استأنف ديجول :
يا جلالة الملك ، يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.

أجاب الملك فيصل :
 فخامة الرئيس، أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك ، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس ، أما قرأت أن اليهود جاؤوا من مصر! غـزاة فاتحيـن، حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال؟! فكيف تقول إن فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين العرب ، واليهود مستعمرون
وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة ، فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط ؟!
أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ، ولا نصلحها لمصلحة روما؟!
ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا ، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها.



"الملك فيصل في قصر الحمراء في الأندلس-أسبانيا"


قال ديجول : ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها !!

أجاب الفيصل : غريب !! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس ، وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاؤوا يطالبونك بحق الولادة في باريس!! فمسكينة باريس!! لا أدري لمن ســـتكون؟!


سكت ديجول، وضرب الجرس مستدعياً ( بومبيدو ) وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج

وقال ديجول :  الآن فهمت القضية الفلسطينية ،  أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل ...

وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليس أمريكية .

"الملك فيصل مع الرئيس الأمريكي نيكسون  وزوجته عام 71"

25‏/01‏/2010

التسري .. والشهوة الجنسيه

* باختصار من كتاب " هذه مشكلاتهم " للدكتور محمد سعيد البوطي - طبع دار الفكر.





يلاحظ أن الشريعه الاسلاميه عندما تنهى عن مقارفة أمر لا يتفق مع الفطرة الانسانية
تحرم أصله تحريما شاملا كالقتل والسرقة والغيبة  .....
ولكن من المحرمات ما هو في أصله من خصال الفطرة ومن الغرائز الراسخه في جبلة الانسان
وأصل تكوينه ولعلنا لا نجد في هذا الصنف إلا نموذجا واحدا وهو(العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة)
وهذه العلاقة ينظر اليها الاسلام نظر حماية ورعاية بل يوليها احتراما كبيرا ويدعو إلى اشباعها على اتم وجه , بل إن البيان الرباني امتن على الانسان بما قد رسَخ من هذه العلاقة بين الجنسين
قال تعالى: " ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه"
وإنما تتعلق الحرمه بما قد يعكر صفو هذه العلاقة وما يشوبها من مفاسد , ونستطيع تلخيصها في :
( اختلاط الانساب,وضياع المسئوليه التي ينهض عليها وجود الأسرة /والامراض الخبيثه)
والطريقة التي حصن بها الشارع هذه العلاقه الفطريه ضد المفاسد هي إقامتها تحت مظلة عقد ينشا عنه إلتزام وتحمل للآثار والمسئوليات , ومن المعلوم أن كلا من عقد الزواج ونظام التسري قائم على هذه الضوابط وليس بينهما أي فرق , فالمرأه في كل منهما لها رجل واحد وهو يتحمل مسئولياته تجاهها والولد مها ينتسب إليه وعليه نفقته , ولا تفرق الأه عن إلا انها اذا ولدت أصبحت أم ولد ولا يحق لسيدها أن يبيعها وإذا مات تتحرر.
وإن قيل إن الفرق هو في التسري بعدد ير محدد , فهذا يمكن أن يقال في الزواج كذلك وأنه لماذا لايحق للمرأة أن تتمتع بأكثر من رجل كما يفعل هو سواء في الزواج بأربع أو بالتسري بما شاء ..!!
ونستطيع القول هنا إن اي فلسفه سليمه في العالم إنما تنطلق من المبدأ الذي يقضي بالتضحيه بالمتعه في سبيل الابقاء على المصلحه
وبهذا يعلم أن متعة المرأه في الاقتران بأكثر من رجل بنفس الوقت , تحطم مصلحه من أخطر المصالح الاجتماعيه  ألا وهي مصلحة حفظ الأنساب وتحمل مسؤلية الأسرة ..!!
في حين أن ممارسة الرجل للمتعه ذاتها لا يهدد هذه المصلحه
اذا سار عليها ضمن ضوابط الشرع وقيوده المعروفه
وكذلك التسري بالنسبه للرجل يحقق هذه المصالح ويضاف لها مافيه من تحرر هذه الامه بعد إنجابها للولد.
 أما إن أرادت المرأه أن تتسرى بعبد أو أكثر فإنه لايمكن أن يتحرر بسبب ذلك , فضلا على ان مفسدة اجتماعيه تنشأ من وراء فتح هذا المجال , ذلك ان المرأة بحكم كونها سيده تتمتع بالسياده والقوامه عليه فاذا تزوجته فيكون له هو كذلك القوامه بحكم كونه زوجا وبهذا ينشأ تناقض كبير وتشاكس في قيادة دفت هذه الاسرة ..!
فما الموجب للتضحيه بكل هذه المصالح مقابل رغبه ومتعه , بامكان المراه ان تتوصل إليها لو أرادت عن طريق آخر ويحقق المصلحه والرغبه , وهو أن تعتق هذا العبد الذي تحبه ثم تتزوج منه ..!!

تلك هي خلاصة ما قضت به الشريعه الاسلاميه , فهل تجد في ذلك إلا ما يزيد الانسان اعجابا بدقتها في ررعاية الحقوق والواجبات والجمع بينهما في تناسق ووئام ما أمكن السبيل لذلك ..!؟