25‏/01‏/2010

التسري .. والشهوة الجنسيه

* باختصار من كتاب " هذه مشكلاتهم " للدكتور محمد سعيد البوطي - طبع دار الفكر.





يلاحظ أن الشريعه الاسلاميه عندما تنهى عن مقارفة أمر لا يتفق مع الفطرة الانسانية
تحرم أصله تحريما شاملا كالقتل والسرقة والغيبة  .....
ولكن من المحرمات ما هو في أصله من خصال الفطرة ومن الغرائز الراسخه في جبلة الانسان
وأصل تكوينه ولعلنا لا نجد في هذا الصنف إلا نموذجا واحدا وهو(العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة)
وهذه العلاقة ينظر اليها الاسلام نظر حماية ورعاية بل يوليها احتراما كبيرا ويدعو إلى اشباعها على اتم وجه , بل إن البيان الرباني امتن على الانسان بما قد رسَخ من هذه العلاقة بين الجنسين
قال تعالى: " ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه"
وإنما تتعلق الحرمه بما قد يعكر صفو هذه العلاقة وما يشوبها من مفاسد , ونستطيع تلخيصها في :
( اختلاط الانساب,وضياع المسئوليه التي ينهض عليها وجود الأسرة /والامراض الخبيثه)
والطريقة التي حصن بها الشارع هذه العلاقه الفطريه ضد المفاسد هي إقامتها تحت مظلة عقد ينشا عنه إلتزام وتحمل للآثار والمسئوليات , ومن المعلوم أن كلا من عقد الزواج ونظام التسري قائم على هذه الضوابط وليس بينهما أي فرق , فالمرأه في كل منهما لها رجل واحد وهو يتحمل مسئولياته تجاهها والولد مها ينتسب إليه وعليه نفقته , ولا تفرق الأه عن إلا انها اذا ولدت أصبحت أم ولد ولا يحق لسيدها أن يبيعها وإذا مات تتحرر.
وإن قيل إن الفرق هو في التسري بعدد ير محدد , فهذا يمكن أن يقال في الزواج كذلك وأنه لماذا لايحق للمرأة أن تتمتع بأكثر من رجل كما يفعل هو سواء في الزواج بأربع أو بالتسري بما شاء ..!!
ونستطيع القول هنا إن اي فلسفه سليمه في العالم إنما تنطلق من المبدأ الذي يقضي بالتضحيه بالمتعه في سبيل الابقاء على المصلحه
وبهذا يعلم أن متعة المرأه في الاقتران بأكثر من رجل بنفس الوقت , تحطم مصلحه من أخطر المصالح الاجتماعيه  ألا وهي مصلحة حفظ الأنساب وتحمل مسؤلية الأسرة ..!!
في حين أن ممارسة الرجل للمتعه ذاتها لا يهدد هذه المصلحه
اذا سار عليها ضمن ضوابط الشرع وقيوده المعروفه
وكذلك التسري بالنسبه للرجل يحقق هذه المصالح ويضاف لها مافيه من تحرر هذه الامه بعد إنجابها للولد.
 أما إن أرادت المرأه أن تتسرى بعبد أو أكثر فإنه لايمكن أن يتحرر بسبب ذلك , فضلا على ان مفسدة اجتماعيه تنشأ من وراء فتح هذا المجال , ذلك ان المرأة بحكم كونها سيده تتمتع بالسياده والقوامه عليه فاذا تزوجته فيكون له هو كذلك القوامه بحكم كونه زوجا وبهذا ينشأ تناقض كبير وتشاكس في قيادة دفت هذه الاسرة ..!
فما الموجب للتضحيه بكل هذه المصالح مقابل رغبه ومتعه , بامكان المراه ان تتوصل إليها لو أرادت عن طريق آخر ويحقق المصلحه والرغبه , وهو أن تعتق هذا العبد الذي تحبه ثم تتزوج منه ..!!

تلك هي خلاصة ما قضت به الشريعه الاسلاميه , فهل تجد في ذلك إلا ما يزيد الانسان اعجابا بدقتها في ررعاية الحقوق والواجبات والجمع بينهما في تناسق ووئام ما أمكن السبيل لذلك ..!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق