14‏/03‏/2010

فإني على جنب الغظا أتقلــــــب





ومنذ أن فتح "علال الفاسي" عينيه في الدنيا، وجد نفسه في مجتمع يعبث به الاستعمار ، وينعم بخيراته ، ويستنزف دماء أبنائه ويستعبدهم ، فأدرك خطورة الوضع ومرارة الواقع ، فأعد نفسه وجندها لخوض المعركة وأداء الرسالة ، وكانت صرخته الأولى هي تلك القصيدة التي بث فيها لوعته وتحسره على أمته المنكودة ، وأمله في تحريرها من سلطة الاستعمار، واستعداده لإنقاذها بما يملك من نظر بعيد ، ونفس لا تقبل الضيم ولا ترضى الظلم . يقول في مطلع هذه القصيدة وهو حينئذ ابن سبع عشرة سنة :

 أبعد بلوغ الخمس عــشرة ألعب وألـــــهو بلذات الحيـــاة وأطــرب
ولي نظر عال ونفـــــــــــس أبية مقاماً على هام المجـــرة تطلب
وعندي آمال أريـــد بلوغهـــــــــا تذوب إذا داعبت دهـري وتذهب
ولي أمة منـــكودة الحـظ لم تجد سبيلا إلى العــيش الذي تتطلب
قضيت عليها زهو عمري تحسراً فما ساغ لي طعم ولا لذ مشرب
ولا راق لي نومٌ وإن نمت ساعة فإني على جنب الغظا أتقلــــــب




 

وإلى جانب تحسره على أمته المنكودة المنكوبة ، فهو يتألم ويتضجر من أصحاب النفوس الصغيرة الذين يشغلهم متاع الدنيا عن أن يفكروا لتخليص البلاد من حكم المستعمر، ويجاهدوا في سبيل ذلك . ومن ثم فهو يتوجه إلى الشباب مثله ويعقد آماله عليهم في تحرير البلاد والعقول وردها إلى قوتها ومجدها . يقول في القصيدة نفسها :

وما ساءني في القوم إلا عقولهم     وظنهم أن المعالي تذهب 
وكنت أرى تحت العمائم حاجة       فما هي إلا أن يروم المرتب
بـلـوت بـني أمـي سـنيـن عـديــدة       فـألفـيت أن النـشء للخـير أقـرب
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق