21‏/09‏/2009

قصة مثلث قطرب

جمع قطرب كتابه الذي يختص في مثلث الكلام ( اي الكلمه التي لها ثلاث تشكيلات ويختلف بها المعنى ) جمعه نثرا لا نظما ، وهو جزء صغير الجرم ، كثير العلم ، تتابع العلماء الأفاضل على الإضافة على ما بناه وسبق إليه ، فكان له فضل السبق ، ولهم شرف  الإتمام  رحم الله الجميع .

قال الشيخ شرف الدين الأندلسي في مقدمة شرحه على نظم سديد الدين البهنسي لمثلث قطرب : (  بلغني أن الإمام قطرب - رحمه الله تعالى - إنما ألفها منثورة ، فلما وصلت إلى أبي بكر الوراق بمدينة البهنسا استحسنها ونظمها على هذا الأسلوب ...) .
وقد جاء اللبس لبعض المتأخرين الذين نسبوا النظم لقطرب ؛ ربما بسبب الاختصار في كلامهم، أو بسبب بعض العبارات الموهمة من طرف البعض.

وفي كل بيت من أبيات هذه القصيدة كلمة استخدمها الشاعر ثلاث مرات ، مرة بالفتح و مرة بالكسر و مرة بالضم .
ويختلف معناها في كل استخدام , وهذه هي فكرة المثلثات ( فقد جمع الكلمات التي من هذا النوع ليسهل حفظها ومعرفتها

 (( مقاطع من نظم مثلث قطرب ))
 
يبدأ فيقول  :

يَا مُولعْاً بِالْغَضَبِ وَالهْجْرِ وَالتَّجَنُّبِ = هَجْرُكَ قَدْ بَرَّح بي في جِدِّه وَاللَّعِبِ
إِن دُمُوعِي غَمرُ وَلَيْس عِندي غِمرُ = فَقُلْتُ يَا ذَا الْغُمرُ أَقصرْ عَنِ التَّعَتُّبِ



بِالْفَتْحِ مَاءٌ كَثُرا وَالْكَسْرِ حِقْدٌ سَتَرا = وَالضَّمِ شَخْصٌ مَا دَرَى شَيئاً وَلمْ يجُرّبِ



بَدا فَحيَّا بِالسَّلام رَمَى عُذولي بِالسِّلام = أَشَار نحَوْي بِالسُّلام بِكَفِّهِ المُخْضِبِ



بِالْفَتْح لَفْظَ المُبْتَدِي وَالْكَسْر صَخْرُ الجْلْمدِ = وَالضَّم عَرْق في الْيَد قَدْ جَاء في قَوْل النَّبي



تَيَّم قَلْبي بِالْكَلام وفي الحْشَا مِنُه كِلام = فَصِرْتُ في أَرْضٍ كُلاَم لِكي أَنَال مَطْلبي



بِالْفَتْح قَوْل يُفْهَمُ وَالْكَسْر جُرح مُؤَلمُ = وَالضَّم أَرْض تَبرم لِشِدَّةِ التَّصَلُّبِ



ثَبت بأَرْض حَرَّة مَعْروفَة بِالحِرَّة = فَقُلْتُ يَا ابْن الحُرَّة إِرْثَ لمِا قَدْ حلَّ بي



بِالْفَتْح لِلَّحجَارة وَالْكَسْر لِلْحَرارة = وَالضَّمِ لِلْمُخْتَارة مِنْ النِّسا في الحجبِ



جْد فَلا دِيم حَلْم وَمَا بَقِي لي حِلْم = وَمَا هَناني حُلُم مُذْ غِبْت يَا مُعَذَّبي



بِالْفَتْح جَلْد نُقبا وَالكَسْر عَفْو الأُدبا = وَالضَّمِ في النَّوْم هبا حْلم كَثير الْكَذِبِ



ويقول ......
قُولُوا الأَطْيار الحَمام يَبْكينَني حتىَّ الحِمام = أَمَا تَرى يا ابن الحُمام مَا في الهوى مِنْ طَربِ

بِالْفَتْح طَير يهدرُ والكَسْر مَوْت يقدر = والضَّم شَخْص يُذكر بالإِسمِ لاَ بِاللْقَبِ
كَأنما بي لَمَّة قَدْ شَاب شَعْر اللِمة = وَمَا بقي لي لمُة وَلاَ لِقا مِنْ نَصَبِ
بِالْفَتْح خَوْف الباسِ والكَسْر شَعرُ الرَّأس = والضَّم جمَع النَّاسِ مَا بَين شَيْخٍ وَصَبي
لمَا أَصاب مَسْكِي فَاحَ عَبير المِسْك = فَكانَ مِنْه مُسكي وَرَاحَتي مِنْ تَعَبِ
بِالْفَتْح ظَهر الجلد والكَسْر طِيب الهِندِ = والضَّم مَا لا يُبدِي مِنْ راحَة المُسْتَوهَبِ
مَلَت دُموعي حَجْري وَقَلَّ فِيه حِجري = لَوْ كُنْت كابْن حُجري لَضاق فِيه أَدبِ
بِالْفَتْح حجر الرَّجل والكَسْر جمع العَقل = والضَّم اسْم النَّقل لِرَجُلٍ مُنْتَسِبِ
نَاول بردَّ السَّقْطِ مَنْ فِيه عين السِّقط = فَلاحَ رَمْي السُّقطِ وَمِيضه كَالشُّهُبِ
بِالْفَتْح ثَلْج وَبَرَد والكَسْر نَارٌ مِنْ زَند = والسُّقْط بالضَّم الْوَلد قَبْل تمام الأَرَبِ



ويختم .....
لمَا رَأَيْت دَلَّهُ وَهَجْرهُ وَمَطْلهُ = رَثَيٍت مِنْ حُبي لَه مُثلِّثاً لِقُطْربِ
وَابْنُ زُريقٍ نَظَما شَرحاُ لما تَقَدَّما = فَربمَّا تَرَحمَّا عَلَيْه أَهْل الأَدبِ
أَدَّيْت فِيه واجبي في خِدمةِ المُخالبي = أَحمْد ذِي المواهبِ وذَ النِّجادِ الطَّيَّبِ
مَنْ جَاءهُ وَأَمَّله يَنالُ مِنْه أَمَلَه = يَا سَعْد مَنْ قَدْ وَصَله مِنْ أَهْلِ عِلْم الأَدبِ
إِمَّا بِبحث بحَثَه أَوْ اختراعٍ أَحْدَثه = في شَرْح ذِي المُثلَّثة بِنَظْمهِ المُهذَّبِ
مُصَلَّياً مُسَلَّما عَلى النَّبي كُلَّما = رَقْرَق بَرْق أَوْ همَا بالْوَدق مُزْن السُّحُبِ

 
* وسأحاول أن أجمع لها شرحا ونقوم بعرضه مت ما تم لنا ما أردنا انشاء الله

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق