17‏/11‏/2009

قصيدة نبطية راقيه من أحد أبرز شعراء الجزيرة العربيه


للشاعر : بديوي بن جبران الوقداني العتيبي



 
شاعر الحكمة والموعظة والأمثال  اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بأنه فارس الكلمة ومبدع الحكمة ، كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير .

قال عنه الأديب المصري ( طه حسين ) عندما أطلع على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال : لو أن هذه الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي.




هذه القصيده من أبرز قصائده , وتسمى " شيخة عتيبه" لمكانتها ولمعانيها الرجوليه الراقيه

 
أيامنا والليالي كم نعاتبها *** شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي
تاعد مواعيد والجاهل مكذبها *** واللي عرف حدها من همها سالي
إن أقبلت يوم ما تصفى مشاربها *** تقفي وتقبل وما دامت على حالي
في كل يوم تورينا عجايبها *** واليوم الأول تراه احسن من التالي
أيام في غلبها وايام نغلبها *** وايام فيها سوا والدهر ميالي
جربت الأيام مثلي من يجربها *** تجريب عاقل وذاق المر والحالي
نضحك مع الناس والدنيا نلاعبها *** نمشي مع الفي طوع حيث ما مالي
كم من علومٍ وكم آداب نكسبها *** والشعر مازون مثقالٍ بمثقالي
اعرف حروف الهجاء بالرمز واكتبها *** عاقل ومجنون حاوى كل الأشكالي
لكن حظي ردي والروح متعبها *** ما فادني حسن تاديبي مع أمثالي
إن جيت ابي حاجةٍ عزت مطالبها *** العفو ما واحدٍ في الناس يا والي
قومٍ الى جيتهم رفت شواربها *** بالضحك واقلوبها فيها الردا كالي
وقومٍ الى جيتها صكت حواجبها *** وابد ت لي البغض في مقفاي واقبالي
ما كني إلا حال مغضبها *** والكل في عشرته ماكر ودجالي
يا حيف تخفي أموراً كنت حاسبها *** واللي على بالهم كله على بالي
الجار جافي وكم قومٍ محاربها *** والأهل وأصحابنا والدون والعالي
والروح ويش عذرها في ترك واجبها *** راح الحسب والنسب في جمع الأموالي
نفسي تبى العز والحاجات تغصبها *** ترمي بها بين أجاويد وانذالي
المال يحي رجالاً لا حياة ابها *** كالسيل يحي الهشيم الدمدم البالي
عفت المنازل وروحي يوم اجنبها *** منها غنيمه وعنها البعد أولا لي
لا خير في ديرةٍ يشقى العزيز ابها *** يمشي مع الناس في همٍ وإذلالي
دارٍ بها الخوف دومٍ ما يغايبها *** والجوع فيها ومعها بعض الاحوالي
جوعى سراحينها شبعى ثعالبها *** الكلب والهر يقدم كل ريبالي
عز الفتى راس ماله من مكاسبها *** يا مرتضي الهون لا عزٍّ ولا مالي





دللت بالروح لين ارخصت جانبها *** وانا عتيبي عريب الجد والخالي

قومٍ تدوس الافاعي مع عقاربها *** ولها عزايم تهد الشامخ العالي

خل المنازل وقل للبين يندبها *** يبكي عليها بدمع العين هطالي

لا تعمر الدار والقالات تخربها *** بيع الردي بالخساره واشتر الغالي

ما ضاقت الأرض وانسدت مذاهبها *** فيها السعه والمراجل والتفتالِ

دارٍ بدار وجيرانٍ نقاربها *** وارضٍ بأرض وأطلالٍ بأطلالي

والناس اجانيب لين إنك تصاحبها *** تكون منهم كما قالوا بالأمثالي

الارض لله نمشي في مناكبها *** والله قدر لنا أرزاق وآجالي

حث المطايا وشرِّقها وغرِّبها *** واقطع بها كل فجٍّ دارسٍ خالي

واطعن انحور الفيافي في ترايبها *** وابعد عن الهم تمسي خالي البالي

من كل عمليةٍ تقطع براكبها *** فدافد البيد درهامٍ وزرفالي

تبعدك عن دار قومٍ ودار تقربها *** واختر لنفسك للمنزال منزالي

لو متّ في ديرةٍ قفراً جوانبها *** فيها لوطى السباع الغبس مدهالي

اخير من ديرةٍ يجفاك صاحبها *** كم ذا الجفا والتجافي والتعلالي

دوس المخاطر ولا تخشى عواقبها *** الموت واحد وبعد العز يجلالي

ان المنايا إذا مدت مخالبها *** تدركك لو كنت في جو السما العالي

ما قرت الاسد في عالي مراقبها *** تسعى على الرزق ما حنت للاشبالي

والشمس في برجها والغيم يحجبها *** تقفي وتقبل لها في العرش مجدالِ

رب السماوات يا محصي كواكبها *** يا مجري السفن في لجات الأهوالي

ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبها *** والغيث محبوس يا معبود يا والي

يا الله من مزنةٍ هبت هبايبها *** رعادها بات له في البحر زلزالي

ريح العوالي من المنشا تجاذبها *** جذب الدلى من جباء مطوية الجالي

ديمومةٍ سبلت وأرخت ذوايبها وانهل منها غزير الوبل همالي

تسقي دياراً شديد الوقت حاربها *** ما عاد فيها لبعض الناس منزالي

يا جاهل اسمع تماثيلاً مرتبها *** فيها معاني جميع القيل والقالي

مثل المحابيب زادت في قوالبها *** في صرفها زايده عن قرش واريالي

يا ربي توبه وروحي لا تعذبها *** يوم القيامه إذا ما ضاقت اعمالي

وازكى صلاةٍ على المختار نوهبها *** شفيعنا يوم حشرٍ فيه الأهوالي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق